193
طفل صغير يحتمي بوالده الذي يرفع يديه ليكف جنود الاحتلال الإسرائيلي عن تصويب بنادقهم نحوهما، لتعلو صيحات “يارب” صوت الرصاص ليلفظ الطفل أنفاسه الأخيرة في حضن والده، وترتقي روحه إلى السماء ليصبح الطفل الشهيد بجوار ربه، ليؤجج هذا المشهد مشاعر الغضب عند الفلسطينيين ويصبح من شرارات انتفاضة الأقصى ويبقى عارا على جبين كل العرب بعد أن تكرر المشهد كثيرا ليكون هناك ألف محمد الدرة.
“الوطن” حاورت جمال الدرة، والد الشهيد محمد الدرة، الذي قال إنه “تم تهديده ثلاث مرات عبر الجوال بأن يتخلى عن قضية ابنه محمد، وعدم ملاحقتهم في المحاكم، وهددوه بأنه سيدفع الثمن غالي”، موضحا أنه لن يستطع نسيان مشهد استشهاد “محمد” لأنه كان في أحضانه، وكان يدافع عنه وحسرته وألمه الأكبر إلى الآن بأنه لم يودعه إلى مثواه الأخير.
وأضاف “الدرة” أن “ابنه محمد تحول إلى رمز انتفاضة الأقصى فهو أول طفل قتل وكان التصوير مباشر، وتم قتلة بهمجية ووحشية، واستمر إطلاق الرصاص 45 دقيقة متواصلة، وجميع أبناء الشعب الفلسطيني رموز وكل قطرة دم هي رمز والأمة العربية إلى يومنا هذا لن تنسى محمد ومشهد استشهاده”.
– حدثنا عن آخر تطورات قضية الشهيد محمد الدرة؟
بعد إدانة الكيان الصهيوني من كل العالم على جريمته التي ارتكبها، وتم نشرها مباشرة على كل شاشات التلفزيون وكان اعتراف مباشر من العدو الصهيوني بمقتل محمد الدرة، وإصابتي بإصابات بالغة تنصل العدو من ذلك بعد أن أدانه كل العالم على ذلك، فتراجع الكيان الصهيوني عن اعترافه بأنه هو من قتل محمد الدرة وحاول قلب الحقيقة وقال إن من قتل محمد الدرة هم الفلسطينيين وما زال الاحتلال يتخبط إلى يومنا هذا ويخرج كل عام من تاريخ استشهاد محمد جمال الدرة في الثلاثين من سبتمبر بأقاويل كذب وافتراء علي وعلى ابني رحمة الله عليه، وعلى جميع شهدائنا، واليهود معروفين عبر التاريخ بقلبهم للحقائق.
رفعت قضية ضد الكيان في إسرائيل بعد استشهاده عن طريق محامي من داخل فلسطين ولم تقبل المحكمة الدعوة وما كان في المحاكم الفرنسية هو قضية الشريط المصور وادعاء الكيان بأنني لم أصاب.
– هل يوجد مشهد مماثل لحادث استشهاد “محمد” ذكرك بلحظة الاستشهاد؟
تعددت الأسباب والموت واحد، فكل يوم درة جديد في فلسطين ومناظر بشعة وعمليات حرق لأطفالنا أحياء كمحمد أبو خضير، الذي سكبوا عليه البنزين وحرقوه، وعلي دوابشة الطفل الرضيع، وأسرته وكلما أسمع أو أشاهد ما يجري أبكي ألما وحزنا وأنا لن أنسى محمد الدرة، ولن أستطيع نسيانه لأنه كان في أحضاني وأنا إلى الآن أتألم من الإصابات ولم أتعافي بعد من الإصابات.
– كيف تحول محمد الدرة رمزا للأطفال الفلسطينيين عقب الانتفاضة؟
تحول محمد الدرة إلى رمز انتفاضة الأقصى فهو أول طفل قتل، وكان التصوير مباشر، وتم قتلة بهمجية ووحشية واستمر إطلاق الرصاص 45 دقيقة متواصلة وكل أبناء الشعب الفلسطيني رموز، وكل قطرة دم هي رمز وبحمد الله وفضله بأن أمتنا إلى يومنا هذا لن تنسى محمد ومشهد استشهاده.
0%